حين بدأت ظاهرة زواج المسيار في مجتمعنا قابلتها مساحة شاسعة من تعدد وجهات النظر حوله، بين مؤيد ومعارض، وبين محلل ومحرم ومتوقف، إلا أن اللافت هو أن هذا الزواج كان ولا يزال يخطو خطواته الثابتة بطريقة تستعصي على المنع أو التحجيم، والغريب في الأمر أن مستوى الحديث عن هذه الظاهرة خفت بشكل ملحوظ إعلامياً، بيد أنه موجود ومنتشر وتختلف كثافته بالطبع من مدينة ومنطقة إلى أخرى، ولا أجد تشبيهاً لضمور تناوله مجتمعياً رغم انتشاره، إلا كرماد يظنه الرائي ناراً منطفئة خامدة باردة، لكنه في حقيقة الأمر رماد يغطي تحته جمراً ملتهباً، تكون فيه النار في أوج حرارت وحين أتحدث عن زواج المسيار، فسأتناوله هنا من زوايا جديدة اطلعت عليها مؤخراً من أحد الذين دخلوا أجواءه وعرفوا خباياه وأسراره، واطلعوا على تطوراته بدقة متناهية أذهلتني حين حدثني بها.
وقبل أن أذكر سر المهنة في زواج المسيار والتطورات التي طرأت عليه مؤخراً في مجتمعنا، يحدثني عدد غير قليل من الأصدقاء والزملاء عندما كانوا في إحدى الدورات الفصلية في مدينة أخرى، أن غالب حوارهم الذي يكون مع زملائهم الذين هم بالطبع من مدن ومناطق مختلفة، يدور حول زواج المسيار وتوفره بشكل وافر، حتى أن أحد المشاركين في تلك الدورة، وهو مأذون أنكحة كان يقدم لزملائه قائمة من المقترحات لزواج المسيار، بمواصفات تخلب الألباب، وقد أقدم عدد منهم على هذه الخطوة بعد إلحاح ومغريات لم يتمكنوا من الصمود أمامها، فعقدوا وتزوجوا زواج مسيار.
ويبقى الوضع الفائت طبيعياً، ويحدث كثيراً، لكن المدهش ما ذكره لي زميلي الخبير المسياري، أن زواج المسيار أصبح مؤخراً زواج النخبة وهي للطبقة العالية علمياً ووظيفياً ومادياً، وذكر لي عدداً من الأمثلة لنساء في مستوى معيشي ووظيفي كبير، أصبحن يطلبن زواج المسيار من طبقة مماثلة، وقد حدثني عن رجل أعمال تزوج مسياراً من أرملة تملك قصراً فخماً وأموالاً طائلة ومركزاً وظيفياً مرموقاً، ولا يزالان يعيشان في حالة من السعادة الغامرة.
وآخر يعمل طيارا، وكلما حلت طائرته في مدينة زوجته التي تزوجها مسيارا - وهي من سيدات المجتمع - ذهب ليمكث عندها في فيلتها المميزة، في ذلك الحي الراقي حتى موعد رحلته القادمة.
الخبير اللطيف ذكر لي أنه يقوم بدور الخاطب أحياناً، ويشير إلى أن عدداً من «الخطابات» تخصصن في جمع رأسين بالحلال من هذه الفئة والطبقة الثرية، وطبعاً السبب معروف وهو أن ما يحصلن عليه مالياً من زواج كهذا، يفوق مائة زيجة لذوي الدخل المحدود.
عالم زواج المسيار كما حدثني هذا الخبير عالم مليء بالمفاجآت والغرائب والعجائب، ولكن ليس كل ما يعلم يقال، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، لكنني وصلت إلى قناعة أن زواج المسيار أصبح مطلباً ملحاً، وواقعاً حقيقياً لدى النخبة في مجتمعنا، ليصبح زواجاً نخبوياً من الدرجة الأولى، ويبقى سؤال أخير: هل أذعت سراً حين تناولت هذه الزاوية المخملية التي تقبع في الظل؟!.
Sender's name: | حسني | 04-02-2016 |
زوجة غنية وجميلة | ||
Sender's name: | fatma ahmad | 23-05-2014 |
حرام حرام حرام وحسبي الله ونعم الوكيل |